06 - 10 - 2024

كلام والسلام | إحنا بتوع الأتوبيس !

كلام والسلام | إحنا بتوع الأتوبيس !

نظرة ياست .. لعشاقك المحرومين.

زمان غنت عليا التونسية: ماتقولش إيه إديتنا مصر .. قول هندى إيه لمصر .

ويبدو أن مصر أحبت الأغنية لحد الجنون؛ فصارت تأخذ ولا تعطى !

وصار المصريون معها عن بكرة أبيهم ؛ يصحون مع مطلع كل صباح: يافتاح ياعليم .. ياترى هندى النهاردة إيه لمصر!

ومش بس كده .. دى مصر علمتنا نتشعلق فى الأتوبيس ؛ وفى حبال الدنيا الدايبة !

على طريقة الست التانية أم كلثوم: ماتصبرنيش ماخلاص أنا فاض بيا ومليت !

بنفضل نقول فترة وتعدى ، أزمة وتعدى ، مشكلة وتعدى ، شدة وتعدى ؛ لحد ما حياتنا كلها .. هى اللي بتعدى !

عشنا معاها على المرة وما شوفناش الحلوة ! وكأننا أولاد البطة السودا ؟

وفى كل مرة يفيض بنا الكيل ونشكى منها إليها .. تقول لنا أصبروا أنتوا قربتوا على عنق الزجاجة، ويبدو أننا ولا طولنا وسط ولاعنق الزجاجة ؛ وقبعنا فى قعرها فى انتظار فرج الله أو الموت .. أيهما أقرب !

وعندما نلح فى السؤال عن اليوم الحلو بعد سنوات وعقود من المر .. شاهدنا فيها بأم عيوننا ومفيش حد قال لنا ؛ اللى على رأى سعيد صالح : أكلنا المش وعلمنا الغش ؛ واللى كان لا بيهش ولا ينش ! تقول لنا: أعمل لكم أيه انتوا كتير قوى ؛ وأكتر من الهم على القلب ؛ أجيب لكم منين .. إيش تاخد الريح من البلاط ؟!

وعندما نقول لها: نفسنا نبقى زى أمريكا ؛ ولا فشر أوروبا واليابان. تجيب : احمدوا ربنا مش شايفين الدنيا حواليكم موت وحروب ودمار؟!

زهقنا من مصر .. ومصر زهقت مننا !

زهقنا من الشعلقة فى الأوتوبيسات وحسبة برما مع المرتب ؛ اللى مابقاش يأكل عيش حاف من السياحى ؛ ومن وجع القلب والجيب والشحاتة .. من اللى يسوى وما يسواش!

وزهقت مننا مصر: إنتوا شعب ما بيطمرش فيه العشرة وناكر للجميل ؛ وما بتشتغلوش بتلاتة نكلة.. احمدوا ربنا إنكم عايشين !

زهقنا من انتظار ما لا يأتى أبدا ؛ ومن الأمل اللى بقى سراب ؛ ومن اليوم اللى بنقضيه زى ما يمشى ؛ ومن نص العشا اللى بنقضيه نوم !

وزهقت مننا مصر .. دايما نشتكى  وما بنحمدش ربنا على نعمة العيش فيها .. ولو هناكلها بدقة !

زهقنا من مصر وزهقت مننا مصر .

شوفنا فيها أيام زى قرن الخروب وحروب وزلازل وأسعار فلكية.

وزهقت مننا مصر : انتوا شعب لايليق بى ابدا . أنا صاحبة الحضارة والـ 7 الاف سنة تاريخ

انتوا مين بقى ؟!

والحق .. إن مصر مظلومة وبريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب. والأحق إننا مساكين محرومين غلابة.

ومنهم لله اللى كانوا السبب !
-----------------------
بقلم : خالد حمزة
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | عن الشامتين في نصر الله